خروج الدابة في آخر الزمان
مكان خروجها صفتها وأفعالها
لقد ثبت خروج الدابة آيةً من آيات الله تعالى وحججه على خلقه نصًّا في كتاب
الله المبين، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ
أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا
بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: ٨۲]. فقد
ذكر الله في هذه الآية خروج الدابة، ويكون ذلك عند فساد الناس وتركهم لأوامر ربهم
وتبديلهم الدين الحق، عند ذلك يقع عليهم القول أي يجب عليهم الوعيد لتماديهم في
العصيان والفسوق والطغيان وإعراضهم عن آيات الله وتركهم تدبرها والنزول على حكمها
وانتهائهم في المعاصي إلى ما لا ينجح معه فيهم موعظة ولا يصرفهم عن غيِّهم تذكرة،
فإذا صاروا كذلك أخرج الله دابةً من الأرض تعقل وتنطق تكلمهم والدواب في العادة لا
تعقل ولا تنطق ليعلم الناس أن ذلك آية من عند الله تعالى.